في ليلةٍ زهراءَ أمشي بين أنسام السحرْ
والبحرُ قُربي هادئٌ أزهته أنوار القمرْ
ونسيم عطرٍ رائقٍ قد لَفَّ أوراق الشجرْ
وأنا لوحدي صامتٌ .. والقلب أضناه الضجرْ
فإذا بأمواجٍ تناجي : يا مُعَنَّى ما الخبرْ ؟
فأجبتها : رحماك فكري فالفؤاد قد انفطرْ
يا بحر قل لي ما الحياةُ وما المماتُ وما القدرْ ؟
عن فهمها يتساءلون ولا أرى فيهم بصرْ
فإذا به يحكي وينثر ما يُكِنُّ من الدُّررْ
قال : الحياة روايةٌ محبوكةٌ فيها العبرْ
فيها شقيٌّ أو سعيدٌ ذاك يُكتب في الصغرْ
والموت خاتمة الرواية ذاك سَطَّرَهُ القدرْ
ثم الحساب وفيه يُفرق بين أصناف البشرْ
إما نعيمٌ في جنانٍ .. أو جحيمٌ في سقرْ
فاختر لنفسك أيها الإنسان أَيُّهُما المقرْ
فرفعت كفي للإلهِ البَرِّ رحمن البشرْ
أدعوه منكسراً بقلبٍ جُلُّ مطلبه النظرْ
رباه فاقبلني لديك فأنت ملجأُ من عثرْ
واجعل مصيري جنةً مع خير خلقك مِنْ مُضَرْ *
صلى عليه الله ما قطر السماء قد انهمرْ
صلى عليه الله ما طيرٌ شدا فوق الشجر
صلى عليه الله ما عطرٌ تفشّى وانتشرْ
تحياتي للجميع